ما تأثير الطبيعة في الصحة النفسية للأطفال؟
كشفت دراسة كندية حديثة عن التأثير الإيجابي لقضاء الوقت في الطبيعة على الصحة النفسية للأطفال، خاصة الذين يعانون مشاكل عاطفية أو نفسية.
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في موقع “جود نيوز نيتوورك”، أن برنامجاً بسيطاً يعتمد على قضاء ساعتين أسبوعياً في بيئة طبيعية، يمكن أن يقلل بشكل كبير من أعراض القلق والاكتئاب والمشكلات السلوكية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاما.
ونشأت فكرة الدراسة في أثناء جائحة “كورونا”، فقد زادت المخاوف بشأن تأثير الحجر الصحي على الأطفال. وأفادت البروفيسورة ماري-كلود جيوفروي من جامعة مكغيل بأن هذه البرامج تعزز الهدوء والتركيز لدى الأطفال، مشيرة إلى أن الأطفال الذين كانوا يواجهون مشكلات نفسية كبيرة أظهروا تحسنا كبيرا بعد المشاركة في البرنامج.
الدراسة اعتمدت على تقسيم الأطفال إلى مجموعتين، إحداهما استمرت في الأنشطة المدرسية المعتادة، والأخرى شاركت في أنشطة تعليمية في الهواء الطلق.
وتضمنت الأنشطة تقديم الدروس المعتادة مثل الرياضيات واللغات بطريقة إبداعية في الطبيعة، إلى جانب تمارين ذهنية بسيطة مثل المشي التأملي، رسم المناظر الطبيعية، أو كتابة قصائد مستوحاة من البيئة.
وأشارت البروفيسورة سيلفانا كوتي من إلى أن مثل هذه البرامج قد تقلل الفجوات في الصحة النفسية بين الأطفال.
وبالتعاون مع فريق من الباحثين تم تطوير الأنشطة، وأُعدت كأداة منخفضة التكلفة للمعلمين. وبحسب الباحثة تيانا لوس، فإن البرنامج لاقى قبولا كبيرا من الأطفال والمعلمين ولم يتسبب بأي مخاطر، مما يجعله خيارا عمليا وقابلا للتطبيق في المدارس لدعم الصحة النفسية.
وتسلط الدراسة الضوء على أهمية المساحات الخضراء في تحسين نمو الأطفال النفسي والعاطفي، وتقدم نموذجًا عمليًا لدعم رفاهيتهم داخل البيئات التعليمية.