ما أسباب الشعور بالجوع أكثر في الليل؟

هل سبق لك أن تناولت قطعًا من البسكويت في منتصف الليل وأنت لا تشعر بالشبع؟ دراسة حديثة من جامعة بريغهام يونغ تكشف عن تفسير علمي لهذا السلوك، وتقدم رؤى جديدة حول تأثير توقيت تناول الطعام على الدماغ وعادات الأكل.
التأثير العصبي للطعام في أوقات مختلفة من اليوم
قام فريق من علماء التدريب وعلم الأعصاب في جامعة بريغهام يونغ بدراسة تأثير توقيت اليوم على استجابة الدماغ للطعام. ونُشرت نتائج الدراسة في المجلة الأكاديمية لسلوك وتصوير الدماغ، حيث أظهرت أن الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية تحفز نشاطًا عصبيًا أقل في الدماغ خلال الليل مقارنةً بفترة الصباح.
كيف تمت الدراسة؟
استخدم الباحثون تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي لمراقبة نشاط الدماغ لدى المشاركين أثناء عرض صور لأطعمة مختلفة (مثل الفواكه والخضروات التي تحتوي على سعرات حرارية منخفضة، والحلويات والوجبات السريعة ذات السعرات العالية) في فترتين مختلفتين: صباحًا ومساءً. وكما كان متوقعًا، أظهرت الصور التي تحتوي على أطعمة غنية بالسعرات استجابة عصبية أقوى، لكن المفاجأة كانت أن هذه الاستجابة كانت أقل وضوحًا في فترة الليل.
لماذا يأكل الناس أكثر في الليل؟
حسب الدكتور ترايفس ماسترسون، قائد الفريق البحثي، فإن قلة النشاط العصبي ليلاً تجعل الأطعمة تبدو أقل إشباعًا. نتيجة لذلك، يحتاج الشخص إلى تناول كميات أكبر من الطعام لكي يشعر بالرضا. وقد أبلغ المشاركون في الدراسة عن زيادة تفكيرهم في الطعام في المساء رغم أن مستويات جوعهم كانت مماثلة لما هي عليه في الصباح.
دلالات البحث وأهمية الدراسة
تكشف هذه الدراسة عن تأثير توقيت تناول الطعام على سلوكيات الأكل، وهي خطوة أولى لفهم كيفية تأثير هذه الاستجابات العصبية على إدارة الوزن بشكل دقيق. ووفقًا للباحثين، سيستمرون في إجراء دراسات إضافية لفحص كيفية تأثير هذه العوامل على السلوك الغذائي بشكل أوسع.
الخطوات المستقبلية وتأثير الدراسة على العادات الغذائية
مع تطور البحث، يخطط الدكتور ماسترسون لمزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين توقيت الطعام والنشاط العصبي بشكل أعمق. هذه النتائج قد تساعد في توعية الأفراد بأهمية تنظيم أوقات تناول الطعام للحد من الإفراط في الأكل، خصوصًا في ساعات الليل المتأخرة.
فهم كيفية تأثير توقيت تناول الطعام على الدماغ قد يكون المفتاح لتحسين عادات الأكل وتقليل الإفراط في الطعام ليلاً، مما يساعد في تحقيق توازن صحي في استهلاك السعرات الحرارية.