fbpx

تعرف على فوائد الأشواغاندا في تعزيز القدرات الإدراكية

أشارت دراسة سريرية جديدة إلى أن عشبة الأشواغاندا ، وهي من الأعشاب التقليدية المستخدمة على نطاق واسع في الطب الهندي القديم (الأيورفيدا)، قد تُسهم بشكل كبير في تحسين الأداء المعرفي والمزاج لدى الشباب الأصحاء.

وأظهرت الدراسة، بحسب تقرير نشره موقع “PsyPost” أن تناول جرعة واحدة مقدارها 225 ملغ من الأشواغاندا بصيغتها الليبوزومية أدى إلى تحسن ملحوظ في الذاكرة والانتباه والمزاج بعد ساعة واحدة فقط من الاستهلاك، واستمر هذا التحسن بعد 30 يومًا من الاستخدام اليومي.

وغالبًا ما يُشار إلى الأشواغاندا باسم “الجينسنغ الهندي” بسبب تأثيرها المنشط، رغم عدم ارتباطها من الناحية النباتية بالجنسنغ الحقيقي.

وتصنّف هذه النبتة ضمن فئة “المواد التكيفية”، وهي مواد طبيعية يُعتقد أنها تساعد الجسم في التكيف مع التوتر والحفاظ على التوازن الفيزيولوجي.

وتُستخدم مستخلصات الجذور، وأحيانًا الأوراق، من هذه الشجيرة دائمة الخضرة، بشكل واسع في المكملات الغذائية التي تهدف إلى تقليل التوتر وتحسين النوم وزيادة مستويات الطاقة وتعزيز الوظائف العقلية.

ولرصد تأثير الأشواغاندا على الأداء العقلي والمزاج، أجرى الباحثون دراسة مزدوجة التعمية خاضعة للتحكم باستخدام دواء وهمي، شملت 59 مشاركًا يتمتعون بصحة جيدة ومتوسط أعمارهم 23 عامًا، بينهم 27 رجلًا.

وتم توزيع المشاركين عشوائيًا إلى مجموعتين: الأولى تلقت كبسولة يومية تحتوي على 225 ملغ من مستخلص جذور وأوراق الأشواغاندا بصيغتها الليبوزومية، بينما تلقت المجموعة الثانية كبسولة وهمية تحتوي على 225 ملغ من صمغ الأكاسيا (صمغ عربي)، وهو مادة طبيعية تُستخدم في الصناعات الغذائية والطب التقليدي.

وتُستخدم الصيغة الليبوزومية لتحسين امتصاص المواد الفعالة، من خلال تغليفها بفقاعات دهنية ميكروسكوبية تُعرف بالليبوزومات، ما يزيد من توافرها الحيوي في الجسم ويُعزز فاعليتها.

وخضع المشاركون لسلسلة من الاختبارات المعيارية المتعلقة بالأداء المعرفي والحالة المزاجية في ثلاث مراحل: قبل تناول أي مكمل (القياس الأساسي)، وبعد ساعة من الجرعة الأولى، وفي اليوم الثلاثين من التناول المنتظم، وذلك قبل وبعد الجرعة الأخيرة.

وشملت أدوات التقييم نظام COMPASS 6.0 للأداء الذهني المحوسب، إضافة إلى مقياس الحالة المزاجية (POMS) الذي يقيس حالات مثل التوتر والتعب والنشاط.

كما تم أخذ عينات دموية من المشاركين، بالإضافة إلى تعبئة استبيانات لرصد الآثار الجانبية المحتملة.

مستويات التوتر والتعب

وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين تناولوا مكمل الأشواغاندا حققوا أداءً أفضل في أربعة اختبارات معرفية مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي، مع تحسن في الذاكرة والانتباه المستمر واليقظة والوظائف التنفيذية. كما أبلغوا عن انخفاض في مستويات التوتر والتعب، سواء بعد الجرعة الأولى أو بعد شهر من الاستخدام اليومي المنتظم.

وذكر الباحثون في خلاصة الدراسة أن “النتائج تدعم الافتراض بأن مكمل الأشواغاندا بجرعة 225 ملغ قد يُحسن بعض مؤشرات الذاكرة والانتباه واليقظة والوظائف التنفيذية، ويُقلل من الشعور بالتوتر والتعب لدى الأفراد الشباب الأصحاء”.

كما أفادت الدراسة بأن المكمل كان جيد التحمل، ولم تُسجل أي آثار جانبية خطيرة. وكانت الآثار الجانبية الطفيفة نادرة ولم تختلف بشكل ملحوظ بين مجموعتي الدراسة، مما يشير إلى أن الصيغة الليبوزومية آمنة للاستخدام قصير المدى لدى البالغين الأصحاء.

ورغم النتائج الإيجابية، أشار الباحثون إلى أن حجم العينة كان محدودًا واقتصر على فئة الشباب الأصحاء، ما يعني أن النتائج قد لا تنطبق بالضرورة على الفئات العمرية الأكبر أو الأفراد الذين يعانون من مشكلات صحية أو من ضغوط مزمنة.

الأعشاب التكيفية

وأوصوا بإجراء دراسات إضافية تشمل عينات أوسع وأكثر تنوعًا، ولمدد زمنية أطول، للتحقق من الفعالية على المدى البعيد ومدى قابلية تعميمها.

وتُضاف هذه الدراسة إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تدعم الدور المحتمل للأعشاب التكيفية في تعزيز الصفاء الذهني والمرونة النفسية والصحة العامة.

وبحسب الخبراء فإنه في ظل تزايد الاهتمام بالمكملات النباتية، تكتسب الأبحاث السريرية كهذه أهمية خاصة في تقديم رؤى علمية حول سلامة وفعالية العلاجات التقليدية ضمن السياق الصحي الحديث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى