fbpx

هل تدفع أزمة إيران النفط أعلى 100 دولار؟

بدأت أسعار النفط العام الجديد عند مستويات مرتفعة بدعم التوترات الجيوسياسية، وسط توقعات باحتمالية أن تؤدي زيادة الاحتجاجات في إيران لوصول أسعار النفط لمستوى يتجاوز 100 دولار للبرميل.

وصعد خاما “برنت” و”نايمكس” أعلى مستوى 60 دولاراً للبرميل في مستهل تعاملات العام الجاري للمرة الأولى منذ عام 2014.

وأوضح تقرير حديث نشره موقع “أويل برايس” أن الاحتجاجات في إيران تقود المكاسب في سوق النفط، حيث اندلعت تظاهرات مناهضة للحكومة عبر البلاد خلال الأيام الأخيرة على عكس احتجاجات عام 2009 كونها بسبب دوافع اقتصادية.

وبحسب مذكرة صادرة عن “تقرير شورك” في الولايات المتحدة، فإن الاضطرابات المتزايدة في إيران ساهمت في بداية قوية لعام 2018.

وتعد الاحتجاجات التي راح ضحيتها عشرات القتلى وألقي القبض على مئات آخرون، هي أكبر تحدي يواجه حكومة طهران كما يرجع المرشد الإيراني الأعلى هذه الأزمة إلى عملاء أجانب.

وذكر “علي خامنئي” أن أعداء إيران في الأيام الأخيرة استخدموا أدوات مختلفة بما في ذلك أموال وأسلحة وأجهزة استخباراتية من أجل تدشين أزمات داخل الجمهورية الإسلامية.

على جانب آخر، فإن التوتر في كوريا الشمالية قد يمتد إلى العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، بالإضافة إلى التوتر القائم بين الولايات المتحدة والصين.

وفي تقرير نشرته وكالة “رويترز” الأسبوع الماضي، فإن ناقلات النفط الروسية أرسلت الوقود إلى كوريا الشمالية أكثر من مرة خلال الأشهر القليلة الماضية عبر البحر.

ورغم أنه لا يوجد دليل واضح على إرسال الوقود الروسي للدولة المنعزلة، إلا أن هذا الإجراء سيكون بمثابة انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة.

وفي نهاية ديسمبر الماضي، كتب الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في تغريدة عبر “تويتر” أن قيام الصين بتصدير النفط إلى كوريا الشمالية هو شيء مخيب للآمال جداً، مؤكداً بأنه لن يكون هناك حل ودي حال استمرار التعاملات التجارية بين البلدين، وهو ما نفته وزارة الخارجية في بكين في وقت لاحق.

وتؤكد تقارير أن منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” لن تزيد إنتاج الخام إلا إذا أدت الاضطرابات في إيران إلى تعطلات كبيرة وطويلة في الإنتاج، بحسب ما ذكرته “رويترز”.

وسجل الخام الأمريكي “نايمكس” مكاسب بنحو 1.7% خلال الأسبوع الأول من العام الجديد في حين بلغت أرباح الخام القياسي “برنت” 1.3% خلال الفترة نفسها.

المخاوف الهبوطية مستمرة

ويبدو أن التوترات الجيوسياسية تفوق المخاوف الهبوطية بشأن الضغوط المتمثلة في عودة خط أنابيب “فورتيز” البريطاني إلى الإنتاج بكامل طاقته في 30 ديسمبر وهو أكبر خط أنابيب في بحر الشمال والذي يضخ 450 ألف برميل يومياً بعد تعطل دام لأكثر من أسبوعين.

كما انتهت الإصلاحات في خط الأنابيب الليبي والذي يغذي أكبر محطة تصدير للنفط “إي.إس سدر” بإنتاج يبلغ حجمه 260 ألف برميل يومياً جراء تعرضه لعملية تفجير لكنه استأنف نشاطه من جديد.

وكانت التوقعات تشير إلى أن عودة الإمدادات من كلا البلدين سوف تؤثر على أسعار النفط للتراجع في بداية العام، لكن حتى الآن لا تزال التوترات في إيران وكوريا الشمالية تقود الأسعار.

وفي الوقت الذي تشير فيه التوقعات إلى حركة تصحيح هبوطية بأكثر من 15% في أسواق الخام خلال الأشهر القادمة، فإن مراقبون يرون أن سعر برميل النفط سيتجاوز 80 دولاراً بحلول نهاية هذا العام.

بينما يرى المحلل “ريتشارد مالينسون” أنه سيتم التركيز على الأوضاع الجيوسياسية بشكل أكبر في الوقت الراهن خاصة وأننا في سوق أكثر تشدداً، وفقاً لما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال”.

ورغم أن كبير محلل السلع في “إس.إي.بي” يؤكد في بيان أن حقول النفط في إيران تقع بعيداً عن أية تأثيرات جادة جراء التظاهرات بإنتاجها البالغ 3.8 مليون برميل يومياً لكنه يؤكد أنه قد يكون ذو تأثير كبير على أسعار النفط الخام على الصعيد العالمي.

وأضاف “بجارن شيلدروب” أن تعطيل كامل الإنتاج النفطي في إيران قد يدفع سعر خام برنت أعلى مستوى 100 دولار للبرميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى