الكويت تشارك دول العالم الاحتفال باليوم الدولي للغات الإشارة
(كونا) -– تشارك الكويت دول العالم ومنظماته الأممية اليوم الاثنين الاحتفال باليوم الدولي للغات الإشارة الذي يهدف إلى تعزيز الوعي لدى المجتمعات بأهمية هذه اللغات وضرورة حماية الهوية اللغوية للأشخاص الصم والمستخدمين الآخرين.
وإدراكا من الأمم المتحدة لأهمية المحافظة على لغات الإشارة باعتبارها جزءا من التنوع اللغوي والثقافي فقد أصدرت في 19 ديسمبر العام 2017 قرارا اعتمدت فيه 23 سبتمبر من كل عام يوما عالميا من أجل “إذكاء الوعي بأهمية لغات الإشارة في الإعمال الكامل لحقوق الانسان الواجبة للصم”.
ووقع الاختيار على ذلك اليوم لأنه يصادف تاريخ إنشاء الاتحاد العالمي للصم العام 1951 وهو منظمة توعوية تهدف إلى الحفاظ على لغات الإشارة والتنوع الثقافي لجميع الصم ومستخدمي لغة الإشارة في العالم.
وبهذه المناسبة أكد رئيس الجمعية الكويتية لمترجمي لغات الإشارة الاستشاري في مجال تعليم وتدريب الصم الدكتور محمد الرامزي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن هذا الاحتفال العالمي تطور مع مرور الزمن ليصبح حركة عالمية تهدف إلى وحدة الصم وزيادة الوعي بالقضايا التي يواجهونها في حياتهم اليومية.
وقال الرامزي إن لغة الإشارة هي اللغة الطبيعية والأم للصم وتعبر عن كلمات ومفاهيم من خلال حركات اليدين وتعتمد على الإيماءات وحركات الوجه والجسم بل هي لغة كاملة تطورت على يد مجتمعات الصم مجسدة قيم وتجارب مستعمليها علما أن هناك أكثر من 300 لغة إشارة للصم حول العالم.
وأوضح أن الكويت تولي اهتماما بالغا بفئة الصم من خلال ما تقدمه من خدمات تعليمية وصحية وثقافية ورياضية ودينية أسوة بالسامعين مبينا أنها تعد أول دولة عربية تصدر قانونا خاصا لذوي الإعاقة وثاني دولة عربية تفتتح مدارس لتعليم الطلبة الصم عندما افتتحت مدرسة الأمل العام 1959.
وأكد حرص الكويت على ابتعاث الطلبة الصم خارج البلاد لإكمال تعليمهم الأكاديمي لافتا إلى أن المهندسة الكويتية ريم أنور سلطان تعد أول صماء على مستوى المنطقة العربية تحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية.
وذكر أن إجمالي عدد الإعاقات السمعية في الكويت بلغ 3398 للجنسين يتوزعون على المحافظات الست في وقت تقدر نسبة انتشار الإعاقة السمعية بمستوياتها المختلفة لدى الأطفال ما قبل المدرسة بنحو 15 في المئة.
وقال الرامزي إن كل لغة إشارة تختلف عن الأخرى لأنها انعكاس لتاريخ وعادات المجتمع والبيئة التي يعيش فيها الأصم لكن تم توحيد لغة الإشارة العربية في الوطن العربي بقرار من جامعة الدول العربية والاتحاد العربي للعاملين في مجال الصم وبالفعل صدر القاموس الإشاري العربي الموحدة بجزأين متضمنا أكثر من 3600 رمز إشاري عربي موحد.
ودعا إلى العمل على تطوير لغة الإشارة وأهمية تحري الدقة عند الترجمة وعدم اللجوء إلى الترجمة الحرفية للغة الاشارة لأنها لا تولي أي معنى للصور الذهنية وطريقة ثقافة الصم.
من جانبه قال نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم للصم ومدرب لغة الإشارة جابر الكندري لـ(كونا) إن اليوم العالمي للغات الإشارة يهدف إلى نشر هذه اللغات حول العالم وتعريف الأشخاص السامعين وتوعيتهم بأهميتها والحث على تعلمها.
وأوضح الكندري أن نشر الوعي بتعلم لغة الإشارة للأشخاص السامعين يخلق سهولة التواصل بين الأشخاص الصم والسامعين في الأماكن العامة والخاصة مبينا أن الكويت شهدت في الآونة الاخيرة انتشار ثقافة تعلم لغة الإشارة الكويتية وأصبحت هناك فرص لتعلمها مما أدى الى سهولة التواصل مع الصم.
من ناحيتها قالت موجهة تخصص الإعاقة السمعية وعضو فريق أصدقاء المعاقين مها الحمدان لـ(كونا) إن موضوع الاحتفال هذا العام الذي أعلنه الاتحاد العالمي للصم هو مشروع (كيف يمكن لكل واحد منا – الأشخاص الصم والطبيعيون في جميع أنحاء العالم العمل جنبا إلى جنب لتعزيز الاعتراف بحقنا في استخدام لغات الإشارة في جميع مجالات الحياة).
وأوضحت الحمدان أن لغات الإشارة هي لغات طبيعية متكاملة الملامح على الرغم من اختلافها هيكليا عن لغات الكلام التي تتعايش جنبا إلى جنب مبينة أن هناك أيضا لغة إشارة دولية يستخدمها الصم في اللقاءات الدولية وأثناء ترحالهم وممارسة نشاطاتهم الاجتماعية وتعتبر شكلا مبسطا من لغة الإشارة وذات معجم لغوي محدود ولا تتصف بالتعقيد مثل لغات الإشارة الطبيعية.
وأفادت بأنه لا يمكن حصر هذه اللغة في حركة الأيدي فقط بل هي مجموعة من حركات الذراع وتعابير الوجه والجسد مشيرة إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون لغة الإشارة هم غالبا مستمعون أفضل من غيرهم لأن التواصل يتم بتركيز النظر على حركات الأيدي والذراع وتعابير الوجه.
وذكرت أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد تكون لديهم صعوبة في التواصل الشفهي ويمكن بتعلم لغة الإشارة مساعدتهم في التواصل مع الآخرين كما يمكن للأطفال تعلم لغة الإشارة بنفس سهولة تعلم اللغة الشفهية في المراحل الأولى من بدء تعلمهم التحدث لأن عضلات الطفل تنمو وتتطور أسرع من الفم.
وقالت الحمدان إنه بحسب إحصائيات الاتحاد العالمي للصم هناك 70 مليون أصم في كل أنحاء العالم يعيش 80 في المئة منهم في البلدان النامية ويستخدمون أكثر من لغة إشارة.
وبينت أن فريق أصدقاء المعاقين يسعى إلى تحقيق أهداف المعاقين ومتابعة جميع الخدمات التي تسهم في ضمان تنفيذ كل الحقوق الخاصة بهم والعمل على تطويرها.