الاتصال بين العقل و العضلة تقنية تعزز حرق الدهون

يشدد خبراء اللياقة البدنية على أهمية الاتصال بين العقل والعضلة، وهي تقنية يمكن أن تعزز نتائج التمرين من خلال التركيز على العضلات المستهدفة في أثناء التمرين.

في حين أن الإحماء السليم، وخطة التدريب المنظمة، وفترة الاستشفاء تعتبر مكونات أساسية للتمرين الناجح، إلا أن دمج التركيز الذهني في كل حركة يمكن أن يساعد في تعزيز النتائج.
وفي تقرير نشرته صحيفة “التلغراف”، توضح المدربة الشخصية نيللي بارنيت، مؤلفة “دليل المرأة لتدريب القوة”، أن الاتصال بين العقل والعضلة يتطلب تفاعلًا نشطًا مع العقل للتركيز على العضلات المستهدفة في كل تمرين.
ويساعد هذا الوعي المتزايد في تنشيط العضلات بشكل أكثر فعالية، مما يؤدي إلى نتائج أفضل. وتلاحظ بارنيت أن هذه الممارسة مفيدة في أنواع مختلفة من التمارين، بما في ذلك تدريب القوة، والتدريب عالي الكثافة، واليوغا.
وتتضمن التقنية ربط الميكانيكا الحيوية للجسم بشكل واعٍ مع التفاعل النشط للعضلات، مما يحسن تنشيط العضلات ومحاذاة الجسم؛ ولا يعزز هذا التركيز الذهني فعالية كل حركة فحسب، بل يقلل أيضًا من خطر الإصابة من خلال ضمان الوضعية والتقنية الصحيحة.
فوائد الاتصال بين العقل والعضلة
يُسهم الاتصال بين العقل والعضلة في تحسين الوعي بالجسم، سواء للمبتدئين أو المتمرسين في رفع الأثقال، مما يؤدي إلى تحسين الشكل والتقنية، وتشير بارنيت إلى أن التركيز على تنشيط العضلات يمكن أن يساعد في منع الأنماط الحركية غير الصحيحة التي قد تؤدي إلى إصابات أو اختلالات عضلية.

ويضمن الاتصال بين العقل والعضلة كفاءة أفضل في التمرين من خلال تنشيط العضلات الصحيحة، مما يساعد على استخدام الطاقة بشكل فعال، ومن خلال التركيز على العضلات المستهدفة، يتم تجنب إهدار الطاقة ويتم تعظيم تأثير كل تكرار.
وتشرح بارنيت أنه عندما يتم التركيز على الاتصال بين العقل والعضلة، تصبح الأوزان أخف ويمكن إتمام المزيد من التكرارات مع تحكم أفضل.
كما يُسهم الاتصال بين العقل والعضلة في تحسين التحكم في التنفس، وهو أمر حيوي لتعظيم القوة والقدرة على التحمل خلال التمرين. ويعزز هذا الاتصال الوعي بأنماط التنفس، مما يساعد في استقرار الجسم وتمكين الحركات بشكل أفضل. يساعد التنفس السليم أيضًا في تجنب حبس النفس، مما قد يؤدي إلى زيادة ضغط الدم وتقليل الأوكسجين، مما يساهم في الحفاظ على التركيز وتحقيق أداء أفضل.

الوصول إلى الاتصال
يتطلب إتقان الاتصال بين العقل والعضلة تدريبًا مستمرًا؛ وتقارن بارنيت هذه العملية بتطوير عادة جديدة، فكلما كنت أكثر وعيًا، أصبح الأمر تلقائيًا، ومع الممارسة المنتظمة، ستلاحظ تحسنًا خلال بضعة أسابيع، ومع مرور الوقت، ستصبح هذه التقنية جزءًا طبيعيًا من روتينك التدريبي.
وتقدم بارنيت بعض النصائح لاستخدام الاتصال بين العقل والعضلة بفعالية:
استخدام أوزان أخف: قد تشعر بالرضا عند رفع أوزان ثقيلة، لكن التركيز على تنشيط العضلات هو الأهم، ومن خلال استخدام أوزان أخف، يمكنك التحكم بشكل أفضل في الحركة وضمان تنشيط العضلات بالكامل عبر نطاق الحركة الكامل.
التركيز على التنفس: يعد التنفس السليم أمرًا حاسمًا لاستقرار الجسم وتحسين التركيز. وتوصي بارنيت باستنشاق الهواء عبر الأنف خلال مرحلة الإعداد للتمرين، والزفير من خلال الفم أثناء مرحلة الجهد، ويساعد هذا النمط التنفسي على تمكين حركاتك مع الحفاظ على تناغم مع جسمك.
التباطؤ: يمكن أن يؤدي التسرع في التمارين إلى صعوبة التركيز على الشكل وتنشيط العضلات، ويساعد التباطؤ في التأكد من أنك تولي اهتمامًا لكل حركة، وتوصي بارنيت بالتحكم في وتيرة التمارين، خاصة للحركات مثل القرفصاء، لضمان تنشيط العضلات بشكل كامل وضمان الشكل السليم
تصور العضلات: يعد التصور أداة قوية لتعزيز الاتصال بين العقل والعضلة؛ فبدلاً من السماح لعقلك بالتشتت، تخيل العضلات التي تعمل خلال كل حركة.
على سبيل المثال، في أثناء القيام بالقرفصاء، تخيل تنشيط الأرداف والعضلات الرباعية والفخذين، والعضلات الأساسية. يساعد هذا التصور في الحفاظ على التركيز وضمان تنشيط العضلات بشكل صحيح.
التغلب على التشتت
من الطبيعي أن يفقد المرء تركيزه في أثناء التمرين، حتى بعد إتقان الاتصال بين العقل والعضلة؛ وتوصي بارنيت بأخذ لحظة لإعادة ضبط التركيز عندما تلاحظ أنك فقدت تركيزك.
ويمكن أن يساعد التباطؤ وأخذ نفس عميق والتركيز مجددًا على الشكل في استعادة انتباهك للعضلات التي تعمل عليها. كما يمكن أن تساعد تقنيات التصور، حيث يمكن أن يعيد تصور العضلات المستهدفة تركيزك ويعيد تنشيط الاتصال بين العقل والعضلة.
ومع الممارسة المستمرة، سيصبح الاتصال بين العقل والعضلة جزءًا طبيعيًا من روتينك التدريبي. وتشير بارنيت إلى أنه مع مرور الوقت، سيصبح من الأسهل استخدام هذه التقنية الذهنية بدون جهد واعٍ، مما يسمح لك بتحقيق أفضل النتائج من تدريباتك.