تجربة منصة Wordwall في الصفوف المتوسطة: التعليم التفاعلي يصنع الفرق

في ظل التحولات الرقمية المتسارعة التي يعيشها قطاع التعليم، باتت الأدوات التفاعلية الرقمية عنصرًا جوهريًا في تطوير أساليب التدريس وتحفيز الطلاب على المشاركة والتعلم النشط. من واقع خبرتي في تدريس مادتي العلوم للصفين السادس والسابع المتوسط، جاءت فكرة تطبيق مشروع تعليمي يعتمد على منصة Wordwall الرقمية، بحثًا عن بيئة صفية أكثر تفاعلًا وحيوية، تخرج الطالب من دائرة التلقين التقليدي وتدفعه نحو المشاركة والاكتشاف.
انطلقت التجربة بعد أن لاحظت عزوف بعض الطلاب عن التفاعل وكثرة الغياب بينهم، فكان لا بد من وسيلة جديدة تزرع الحماس وتغيّر من روتين الحصة المعتاد. وجدت ضالتي في منصة Wordwall، التي اطلعت على فعاليتها في مراجع ودراسات تعليمية حديثة، فهي تتيح للمعلم تصميم أنشطة تعليمية تفاعلية وألعابًا ومسابقات علمية رقمية يمكن تنفيذها بسهولة داخل الصف.
خلال التطبيق العملي، أعددت مجموعة من الألعاب التفاعلية على المنصة، مثل العجلة الدوارة ومسابقات المطابقة والاختيار من متعدد، وربطت كل نشاط بأهداف الدرس بدقة. بدا التغيير جليًا منذ الحصة الأولى، إذ لاحظت تحول الحصة إلى مساحة تفاعلية حقيقية، وارتفعت وتيرة مشاركة الطلاب، خصوصًا أولئك الذين كانوا مترددين أو قليلي المشاركة. وحتى الطلاب المعروفين بكثرة الغياب أبدوا اهتمامهم وبدأوا يسألون عن الأنشطة ونتائجها، فشعروا بأنهم جزء مهم من العملية التعليمية.
انعكست هذه التجربة بشكل ملحوظ على مستوى التحصيل الدراسي؛ إذ كشفت نتائج الاختبارات القصيرة تحسنًا واضحًا في تذكر المعلومات وفهمها بعد تطبيق الأنشطة الرقمية. كما سهلت لي تقارير الأداء التي توفرها المنصة رصد الفروق الفردية بين الطلاب وتقديم الدعم للمحتاجين.
بطبيعة الحال، واجهت بعض التحديات مثل الحاجة إلى توفر أجهزة إلكترونية وإنترنت مناسب للجميع، وهو أمر قد يشكل عائقًا في بعض المدارس. كذلك لاحظت محدودية بعض مزايا النسخة المجانية من المنصة، إضافة إلى حاجة الطلاب الأقل خبرة بالتقنية لبعض الوقت للتأقلم مع أدوات Wordwall، لكن التدريب والتشجيع ساعداهم على تجاوز ذلك.
من واقع هذه التجربة، أرى أن تطوير المشروع مستقبلاً يستدعي توفير المزيد من الدورات التدريبية للمعلمين، ودعم المدارس بالبنية التحتية التقنية، ودمج الأنشطة الرقمية ضمن خطط التدريس بصورة رسمية، مع تحفيز الطلاب بشكل دائم على الحضور والمشاركة. يمكن القول إن تجربة Wordwall أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أهمية الدمج الذكي بين التقنية والتعليم، فقد أسهمت هذه الأداة في رفع مستوى التفاعل وتحسين التحصيل الدراسي، وأعادت للدرس حيويته وأثرت البيئة الصفية، ليصبح التعلم تجربة مشوقة وغنية بالمعرفة.
بقلم/ نوف المطيري