fbpx

اليابان تنشر منظومة «باتريوت» تحسباً لصواريخ كوريا الشمالية

بدأت اليابان اليوم (السبت) نشر منظومتها الدفاعية المضادة للصواريخ «باتريوت»، بعد إعلان كوريا الشمالية مشروعها إطلاق صواريخ فوق الأرخبيل باتجاه جزيرة غوام الأميركية.

وذكرت شبكة التلفزيون اليابانية العامة أن وزارة الدفاع بدأت اليوم نشر منظومتها الأميركية المضادة للصواريخ «باتريوت ادفانسد كابابيليتي-3» (باك-3) في شيمان وهيروشيما وكوشي غرب اليابان. كما ستنشر في ايهيمي غرب البلاد أيضاً.

وبعد إعلان بيونغيانغ يمكن أن تقع هذه البلدات على مسار الصواريخ الكورية الشمالية.

وكانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية نقلت عن الجيش الخميس نيته إطلاق أربعة صواريخ تحلق فوق الأراضي اليابانية قبل أن تسقط في البحر «على بعد ثلاثين أو أربعين كيلومتراً من غوام». وأوضحت الوكالة أن إطلاق الصواريخ سيشكل «تحذيراً أساسياً للولايات المتحدة».

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون آليات عسكرية تنقل فجراً قاذفات ومكونات أخرى للمنظومة المضادة للصواريخ وهي تدخل قاعدة عسكرية في كوشي.

ولم يتم الإعلان رسمياً عن نشر منظومة «باتريوت». لكن الحكومة اليابانية تعهدت من قبل إسقاط الصواريخ الكورية الشمالية التي يمكن أن تهدد أراضيها.

وذكرت وكالة أنباء «كيودو» نقلاً عن مسؤولين في وزارة الدفاع اليابانية أن الحكومة تنوي إنجاز عملية نشر المنظومة في غرب اليابان صباح اليوم.

وقال البيت الأبيض في ساعة مبكرة اليوم أن على كوريا الشمالية «التخلي عن سلوكها الاستفزازي والتصعيدي»، وذلك بعدما جدد الرئيس دونالد ترامب تحذيراته لبيونغيانغ وتحدث هاتفياً مع نظيره الصيني شي جين بينغ.

من جهة أخرى، أكد البيت الابيض أن القوات العسكرية الأميركية «على أهبة الاستعداد» لحماية غوام، وذلك بعدما هددت كوريا الشمالية باطلاق صواريخ باليستية باتجاه الجزيرة الأميركية الواقعة في المحيط الهادئ.

وقال البيان أن ترامب طمأن حاكم غوام ايدي كالفو في اتصال هاتفي بأن القوات الأميركية «مستعدة لضمان سلامة وأمن سكان غوام، وباقي أميركا».

وفي اتصال هاتفي منفصل، رحب ترامب وشي بتبني مجلس الأمن قراراً بفرض عقوبات على كوريا الشمالية ووصفاه بـ «الخطوة الضرورية والمهمة نحو إرساء السلام والاستقرار على شبه الجزيرة الكورية»، بحسب بيان البيت الابيض.

وأضاف البيان: «كرر الرئيسان أيضاً التزامهما المشترك نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية»، مشدداً على «العلاقة الوثيقة جداً بينهما التي يؤمل أن تؤدي إلى حل سلمي لمشكلة كورية الشمالية».

وتابع البيان: «اتفق الرئيسان على أن توقف كوريا الشمالية سلوكها الاستفزازي والتصعيدي»، مؤكداً أن ترامب يتطلع إلى عقد لقاء «تاريخي جداً» مع شي في الصين هذا العام.

من جهتها، قالت شبكة التلفزيون العامة الصينية «سي سي تي في» إن شي دعا الأطراف ذات الصلة إلى الحفاظ على ضبط النفس ومواصلة نهج الحوار والمفاوضات والتوصل إلى تسوية سياسية. وحض الرئيس الأميركي على تجنب الأقوال والأفعال التي من شأنها أن تؤجج التوتر الذي تشهده شبه الجزيرة الكورية.

وتبدي بكين قلقاً إزاء الحرب الكلامية المتصاعدة بين واشنطن وبيونغيانغ والتي شملت توعداً من ترامب في أن كوريا الشمالية ستواجه «النار والغضب» إذا ما استمرت في تهديد الولايات المتحدة.

ولم يغير ترامب لهجته النارية أمس محذراً بيونغيانغ من أنها «ستندم حقاً» إذا ما هاجمت الولايات المتحدة، بعد تأكيده على «تويتر» أن الخيار العسكري «جاهز للتنفيذ».

من جهته، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى تحمل «المسؤولية ومنع أي تصعيد في التوتر». وأعرب في بيان عن «قلقه إزاء التهديد النووي والصاروخي المتفاقم من كوريا الشمالية (…) يجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات منسقة وحازمة وفعالة» من اجل دفع بيونغيانغ الى «استئناف غير مشروط للحوار».

وفي بيونغيانغ، قالت السلطات الكورية الشمالية اليوم إن حوالى 3.5 مليون مواطن تطوعوا للانضمام إلى صفوف جيشها أو العودة إليه لمقاومة عقوبات جديدة من الأمم المتحدة وقتال الولايات المتحدة.

وذكرت صحيفة «رودونغ سينمون» الرسمية في كوريا الشمالية أن المتطوعين عرضوا الانضمام إلى الجيش الشعبي الكوري بعدما أصدرت «وكالة الأنباء المركزية الكورية» بياناً الإثنين الماضي دانت فيه العقوبات الجديدة التي فرضتها الأمم المتحدة رداً على تجارب كوريا الشمالية الصاروخية.

وأشارت الوكالة الكورية الشمالية الأربعاء إلى أن مسيرة حاشدة خرجت في بيونغيانغ دعماً للحكومة. وحشدت كوريا الشمالية أعداداً كبيرة من قبل لإظهار عزمها في أوقات تصاعد التوتر.

وفي آب (أغسطس) 2015 تطوع مليون كوري شمالي للانضمام للجيش أو العودة إلى صفوفه عندما انفجر لغم في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، الأمر الذي أثار مزيداً من التوتر.

وطلبت كوريا الشمالية من الديبلوماسيين الأجانب مغادرة بيونغيانغ في العام 2013 عندما علقت العمل في منطقة صناعية مشتركة مع كوريا الجنوبية وهددت بتنفيذ ضربات جوية على قواعد أميركية في المحيط الهادئ.

وفي سياق متصل، دانت وزيرة خارجية كندا كريستيا فريلاند أمس التصرّفات الأخيرة للنظام الكوري الشمالي، معتبرةً أن برنامجه النووي يشكّل «تهديداً خطراً للعالم يجب أن يتوقف»، داعيةً في الوقت نفسه إلى تخفيف التوتر.

وشددت الوزيرة على أنّ «ما تقوم به كوريا الشمالية غير مقبول إطلاقًا»، مشيرةً إلى أن التصرفات الأخيرة لحكومة بيونغيانغ «تهديد للأمن الإقليمي والعالمي». وقالت في مؤتمر صحافي: «علينا البحث عن سبل لتهدئة الوضع».

وأوضحت فريلاند أنها تريد البحث عن سبل للضغط وإقناع كوريا الشمالية بضرورة وقف تصرّفاتها، وقالت الوزيرة الكندية إنّ الوضع الحالي إذا تواصل فإن نهايته لا يمكن أن تكون إيجابية لكوريا الشمالية.

وأكّدت أيضاً أن كندا تدعم حلفاءها بقوة وبينهم الولايات المتحدة، وقالت: «عندما يكونون مهددين، نحن موجودون».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى