انقطاع النفس النومي وتأثيره على الصحة القلبية
يُعرف انقطاع النفس النومي بكونه من أكثر اضطرابات النوم شيوعاً، حيث يتوقف التنفس ثم يعود بشكل متكرر أثناء النوم، مما يؤثر على جودة الراحة الليلية ويعكس آثاراً صحية خطيرة. ينقسم هذا الاضطراب إلى نوعين رئيسيين: انقطاع النفس الانسدادي النومي، وهو الأكثر انتشاراً، وانقطاع النفس النومي المركزي.
ويوضح الدكتور فيريند سومرز، أخصائي أمراض القلب في مؤسسة “مايو كلينك”، أن هذه الحالة يمكن أن تكون خطيرة، حيث ترتبط بمشاكل صحية عديدة، منها مشاكل القلب. الدكتور سومرز شارك في تأليف دراسة نُشرت في مجلة Journal of the American College of Cardiology، تناولت علاج انقطاع النفس الانسدادي النومي وتأثيره على صحة القلب والأوعية الدموية.
يحدث انقطاع النفس الانسدادي النومي عندما ترتخي عضلات الحلق، ما يؤدي إلى انسداد مجرى الهواء أثناء النوم. ويشرح الدكتور سومرز: “قد يتراجع اللسان للخلف ويغلق مجرى الهواء، مما يؤدي إلى الشخير أو انسداد كامل”. وهذا التوقف المتكرر في التنفس يؤدي إلى اضطراب النوم ويمنع المصاب من الدخول في نوم عميق.
أحد الأعراض الشائعة لدى المصابين بهذا الاضطراب هو الشعور بالتعب الدائم وتقلب المزاج، نتيجة الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل. كما أن البعض قد يستيقظ بفم جاف بسبب التنفس الفموي خلال النوم، بينما يعاني آخرون من الصداع الصباحي بسبب نقص الأكسجين أو ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الدم.
تحت الظروف الطبيعية، يتراوح مستوى تشبع الأكسجين في الدم بين 95% و100%. ولكن عند حدوث انقطاع النفس النومي، يمكن أن ينخفض هذا المستوى إلى 70% أو حتى 60%، مما يزيد من الضغط على نظام القلب والأوعية الدموية، ويرفع خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
الدكتور سومرز يشير إلى أن الحلول تبدأ بإعطاء المريض جهازاً لمراقبة الأكسجين لارتدائه في المنزل. وإذا ظهرت مشكلة، يُنصح بإجراء دراسة للنوم لتأكيد التشخيص. يشمل العلاج فقدان الوزن، واستخدام جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP) للحفاظ على فتح مجرى الهواء، أو ارتداء جهاز فموي مصمم لمنع انسداد الحلق. في بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى الجراحة أو زرع جهاز لتحفيز مجرى الهواء ليكون أكثر انفتاحاً أثناء النوم، إضافة إلى توجيه المريض لتجنب النوم على الظهر لضمان تدفق هواء أفضل.