تعرف على الوقت المناسب لشرب الكفير

انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما تيك توك، مزاعم بأن شرب الكفير قبل النوم يساعد على تقليل الانتفاخ وتحسين عملية الهضم في الصباح.
لكن خبراء الصحة يرون أن توقيت تناوله قد لا يؤدي دورًا كبيرًا في فوائده، وأن الدراسات لا تدعم فكرة أن تناوله ليلًا أكثر فاعلية من شربه خلال النهار، بحسب تقرير نشره موقع ”Verywell Health“.
لا دليل على أفضلية شرب الكفير ليلًا
رغم أن كثيرين على تيك توك يزعمون أنهم يشعرون بانتفاخ أقل بعد شرب الكفير قبل النوم، يحذر خبراء التغذية من ربط هذه النتائج بتوقيت تناوله فقط.
وقالت ماري-بيير سانت أونج، أستاذة التغذية في كلية الأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا: “لا يوجد دليل على أن شرب الكفير ليلًا أفضل لصحة الأمعاء من شربه في أي وقت آخر من اليوم”.
وأوضحت أن فوائد الكفير الصحية مرتبطة بمحتواه من البكتيريا النافعة، وليس بتوقيت تناوله، مضيفة: “الهدف هو إدخال بكتيريا مفيدة تصبح جزءًا من الجسم وتُحسن من صحة الجهاز الهضمي والصحة العامة. ويمكن تناوله في أي وقت يتناسب مع النظام الغذائي للفرد”.
ما الفوائد الصحية للكفير؟
الكفير هو مشروب ألبان مُخمر غني بالبروبيوتيك والبروتين والكالسيوم والفيتامينات. ومن المعروف أنه يساعد على تحسين الهضم، ويقلل الالتهابات في الجهاز الهضمي، ويخفف أعراضًا مثل الإسهال. ويحتوي عادة على تنوع أكبر من البروبيوتيك مقارنة باللبن الزبادي، ما يجعله أكثر فاعلية لصحة الأمعاء.
وقالت فيليس شنول-سوسمان، اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي، “يمكن أن يكون الكفير مصدرًا جيدًا للبروتين، وقد يساعد في الشعور بالشبع وإدارة الوزن“.
كما يرتبط الكفير بفوائد صحية أخرى مثل تحسين تنظيم نسبة السكر في الدم وتقوية العظام.
هل يمكن أن يساعد الكفير على النوم؟
يرى البعض أن الكفير قد يدعم النوم بسبب دوره المحتمل في تنظيم مستويات الميلاتونين والكورتيزول، وهما هرمونان يؤثران في دورة النوم والاستيقاظ. لكن سوسمان حذرت من أن هذه الفرضيات لا تزال غير مثبتة علميًا.
وقالت: “هناك حديث عن قدرة الكفير على المساهمة في تنظيم دورات النوم، سواء كمصدر أولي للميلاتونين أو كوسيلة لخفض الكورتيزول، لكن لا توجد بيانات علمية عالية الجودة تثبت أي فائدة مرتبطة بتوقيت تناوله”.
متى يجب تجنب شرب الكفير قبل النوم؟
رغم أن الكفير آمن ومفيد لغالبية الناس، فإنه قد لا يكون الخيار الأفضل للبعض قبل النوم مباشرة. وقالت سوسمان: “تناول الطعام قبل النوم من الأسباب الشائعة للارتجاع، ويجب تجنبه من قبل الأشخاص الذين يعانون من مرض ارتجاع المريء”.
كما تشير أبحاث إلى أن الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة قد يحتاجون إلى استشارة الطبيب قبل إدخال الأطعمة المخمرة مثل الكفير إلى نظامهم الغذائي، لأن البكتيريا الحية في هذه المنتجات قد تؤثر في وظائف الجهاز المناعي.
ويبقى الكفير إضافة قيّمة للنظام الغذائي بفضل محتواه من البروبيوتيك وفوائده الصحية المتعددة. لكن سواء تم تناوله صباحًا أو مساءً، يتفق الخبراء على أن توقيت شربه لا يُحدث فارقًا كبيرًا في تأثيره في صحة الجهاز الهضمي.
وبالنسبة لمعظم الناس، فإن أفضل وقت لشرب الكفير هو الوقت الذي يناسب نمط حياتهم اليومي.