الخوف من تفويت الفرصة على الإنترنت.. كيف يؤثر اضطراب FOMO على انتباه الأطفال
في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح “FOMO” أو “الخوف من تفويت الفرصة” ظاهرة متزايدة بين الأجيال الشابة. هذا القلق من فقدان تجارب أو معلومات قيمة يعزز الشعور بالعزلة إذا لم يظل الأفراد على اطلاع دائم بما يفعله الآخرون. مع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، يواجه العديد من الآباء والمعلمين تحديات جديدة، خصوصًا فيما يتعلق بتأثير هذا الشعور على الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الانتباه.
تعريف اضطراب FOMO
“FOMO” أو “الخوف من تفويت الفرصة” هو مصطلح يشير إلى القلق من فقدان تجارب ممتعة أو فرص مهمة يمر بها الآخرون، ويتميز هذا الشعور بالرغبة في البقاء على اتصال دائم بما يفعله الآخرون. على الرغم من أن هذا الشعور كان موجودًا منذ فترة طويلة، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي قد زادت من حدته، مما يجعل الناس، وخاصة المراهقين، يتفقدون حساباتهم بشكل متكرر لتجنب الشعور بالعزلة.
FOMO ووسائل التواصل الاجتماعي
وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا كبيرًا في تضخيم شعور FOMO، حيث يشعر الطلاب الصغار بالحاجة إلى متابعة الأحداث والأنشطة التي يشارك فيها أصدقاؤهم لتجنب الشعور “بخروجهم عن العالم”. هذه الظاهرة أصبحت مصدر قلق متزايد للآباء والمعلمين، خصوصًا بالنسبة للأطفال الذين يعانون من مشاكل في الانتباه مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
تأثير FOMO على الأطفال الذين يعانون من مشاكل الانتباه
أظهرت الأبحاث من معهد Child Mind أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط يواجهون صعوبة في تنظيم انتباههم، ويعانون من تشتت مستمر. عندما يجلس هؤلاء الأطفال أمام الشاشات، يعانون من ظاهرة “امتصاص الشاشة”، حيث يركزون بشكل مفرط على المحتوى الرقمي، مما يساهم في تفاقم مشكلة عدم القدرة على تحويل انتباههم إلى مهام أخرى.
هذه الحالة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض اضطراب ADHD، بالإضافة إلى زيادة مشاعر الاكتئاب والحزن والعدوانية. الخوف من تفويت الفرصة قد يصبح أكثر حدة لدى هؤلاء الأطفال، مما يؤدي إلى مزيد من التشتت والإرهاق النفسي.
في الختام، من المهم أن يكون الآباء والمعلمون واعين لتأثير وسائل التواصل الاجتماعي وFOMO على الأطفال، خاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل الانتباه، وأن يتخذوا خطوات للتقليل من استخدام الأجهزة المحمولة وتعزيز مهارات التركيز والانتباه.