دعوات لحظر اللحوم المصنعة بعد ربطها بآلاف حالات السرطان

يدعو العلماء إلى حظر وطني لبعض أنواع اللحوم المصنعة،  بعد أن تم ربط المواد الحافظة المستخدمة في إنتاجها بأكثر من 50 ألف حالة إصابة بسرطان الأمعاء، بحسب تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

وتتركز المخاوف الرئيسة حول مادة “النتريت”؛ وهي مواد كيميائية تُضاف للحفاظ على لون المنتجات الوردي وإطالة مدة صلاحيتها، إذ يمكن أن تُشكل مركبات مسببة للسرطان داخل الجسم.

ويؤكد الباحثون أن تقاعس الحكومة عن اتخاذ إجراءات خلال العقد الماضي في بريطانيا وحدها أدى إلى آلاف الحالات التي كان يمكن الوقاية منها وتكاليف علاجية بمليارات الجنيهات.

وتشير التحليلات المستندة لإحصاءات وطنية إلى أن نحو 5,400 حالة إصابة بسرطان الأمعاء سنويًا ناجمة عن تناول اللحوم المصنعة، حيث يبلغ متوسط تكلفة علاج المريض الواحد حوالي 59 ألف جنيه إسترليني. وعلى الرغم من أن منظمة الصحة العالمية صنفت هذه اللحوم عام 2015 كمسببة للسرطان، إلا أن الخبراء يرون أن القليل جدًا قد تم فعله لتقليل تعرض الجمهور لها.

وتظهر الأدلة العلمية أن تناول 50 غرامًا فقط من اللحوم المصنعة يوميًا يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18%. ويُعتقد أن ما يصل إلى 90% من المنتجات المعروضة في المتاجر تحتوي على النتريت، الذي ارتبط أيضًا بسرطانات الثدي والبروستاتا.

ويحذر الباحثون من أن الصلة بين اللحوم المصنعة والسرطان أصبحت اليوم أقوى من أي وقت مضى، مطالبين بإجراءات عاجلة للصحة العامة.

ودعت مجموعة العلماء الحكومة إلى فرض تحذيرات واضحة على عبوات المنتجات التي تحتوي على النتريت، ووضع خطة تدريجية لإزالة هذه المواد من جميع اللحوم المصنعة. كما أوصوا بتقديم دعم تنظيمي وتمويلي لمساعدة المنتجين الصغار على اعتماد بدائل طبيعية أكثر أمانًا أثبتت فعاليتها بالفعل.

وحاليًا، لا تتجاوز المنتجات الخالية من النتريت نسبة 5 إلى 10% من السوق. وتنصح السلطات الصحية بتقليل تناول اللحوم المصنعة إلى 70 غرامًا يوميًا كحد أقصى، في حين توصي منظمات أبحاث السرطان الدولية بتناول كميات قليلة جدًا أو تجنبها تمامًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى